2008/07/07

أحـلام

· بين الجنة والنار
دار بينهما نقاش حاد تشوبه لهجة هي أقرب إلى الشجار من أي شيء آخر ، فقال الأول للثاني :
- أبأفعالك المشينة هذه وارتكابك المعاصي تريد أن تدخل الجنة ؟ .. نجوم السماء أقرب إليك منها !
أطرق الثاني رأسه برهة ثم قال بلهجة لا تخلو من السخرية والإزدراء :
- أما أنت فلعلك لا تدري أن جهنم أقرب إليك من حبل الوريد !!
· معادلة
أجابت :
- أنا ....
عندما سألها أنتِ أنا فمن أنا ؟!
· الجمال
قال لها :
- سيدتي عمَّ تبحثين ؟
قالت :
- أبحث عن الجمال .
- لكن الجمال هو الذي يبحث عنك لأنك أنت الجمال ! ..
قالت :
- كيف تنظر إلى الحب ؟
أجابها :
أنا لا أنظر إلا إليك !!
· إياك أن تهدني أذنك
وهما يحتسيان القهوة حول مائدة مستديرة في ركن هاديء في أحدى الكافيتريات قال لها :
- أتدرين لحديثك جاذبية ساحرة وأن صوتك أرق وأعذب من شدو البلابل ، إنه ينقلني إلى عالم رومانسي حالم ، ويخترقني مستقراً في قلبي بلا استئذان فأنا معجب به لحد الجنون .
- وأنا في الحقيقة معجبة بأذنك
فهي موسيقية وتلتقط نبرات صوتي
بالصورة التي وضعتها ولكن ...
إياك أن تفعل بها
كما فعل (فان كوخ) بأذنه !!!

· قراءة و قراءة
قالت :
- هاك يدي واقرأ كفي .
- لا أجيدها ولا أؤمن بها .
- وماذا تجيد ؟
- أجيد قراءة سطور قلبك
- وكيف ؟
- أقرؤها من خلال عينيك الساحرتين !

· داء النسيان
- هل صحيح أنك مصاب بداء النسيان ؟
- أجل ..
- وهل نسيتني ؟
لحسن حظك
نسيت أن أنساك !!
· وجهة نظر
قلت لها :
- شفتاك لهيب نار فمن ذا يطفئها ؟
- أنت ..
- بل أزيدها ناراً على نار !!
· مطر العيون
قال لها :
- لو سألوك عن سر لون عينيك فقولي لهم إنهما استمدا لونهما من فيض المطر الذي هطل من جرح قلب حبيبي ! ...
· تراتيل في محراب عينيك
- الآن وقد التقينا أطلب إليك أن تحدّقي في عيني يا حبيبتي ، إني سئمت ضوء القناديل ..
- سأحدق وأحدق يا حبيبي
إلى أن تبتل بدموع اللقاء
مناديلي ..
- كم رائعة أنت
في مشاعرك
وأنا أتعبد في محراب عينيك
مرتلاً تراتيلي ! ...
· مع هوميروس
تقابلنا فجأة ، كان شيخاً ضريراً في عينيه جحوظ ظاهر، وفي هيئته ما يدل على أنه من عصر ليس عصرنا فوقفت أمامه مذهولاً وسألته بجرأة هي أقرب إلى الفضول :
- هل لي أن أعرف من تكون أيها الشيخ الجليل ؟
رفع رأسه إلى الأعلى وقال بشيء من السخرية :
- إنك لن تعرفني فلا تجهد نفسك يا ولدي ! ولكني أكتفي أن أقول لك إن اسمي هو (هوميروس) ..
تملكني شعور غريب هو مزيج من الدهشة والغبطة فبادرته بسرعة وعفوية :
- أظنك منشد الإلياذة والأوديسة الشاعر العظيم هوميروس؟ ولكني لا أكاد أصدق نفسي ، فأنا أعلم إنك تواريت عن عالمنا إلى العالم الآخر منذ قرون سحيقة فهلا نورتني عن حقيقة أمرك يا سيدي ؟!
- أنت واهم يا ولدي !! فأنا كنت شاعراً في الأيام والقرون الخوالي ولكني الآن أمي مثلكم كما أنتم الآن مثلي أموات !!!

ليست هناك تعليقات: