كتابة : صباح البازركان
هو أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني العلامة شهاب الدين الشافعي ثم الحنفي عالم بلاد الترك . مفسر كردي الأصل من أهل شهرزور ولد بقرية من كوران سنة 813 هـ وحفظ القرآن وتلي السبع على القزويني البغدادي وقرأ عليه الكشاف وحاشيته للتفتازاني وأخذ عنه النحو مع علمي المعاني والبيان والعروض وكذا اشتغل على غيره في العلوم وتميز في الأصلين والمنطق وغيرها ومهر في النحو والمعاني والبيان وغير ذلك من العقليات وشارك في الفقه ثم تحول إلى حصن كيفا فأخذ عن الجلال الحلواني في العربية وجال في بغداد وديار بكر وقدم دمشق في حدود الثلاثين فلازم العلاء البخاري ثم قدم القاهرة في حدود سنة خمس وثلاثين وهو فقير جداً فأخذت عن أبن حجر في البخاري وشرح الألفية للعراقي ولازمه غيره وسمع صحيح مسلم عن أبن الزركشي ولازم الشيرواني كثيراً وقرأ عليه صحيح مسلم والشاطبية وأكب على الاشتغال والأشغال بحيث قرأ على العلاء القلقشندي في الحاوي ولازم حضور المجالس الكبار كمجلس قراءة البخاري بحضرة السلطان وغيره وأتصل بالكمال البارزي فنوه به والزيني عبد الباسط وغيرهما من المباشرين والأمراء بحيث اشتهر وناظر الأماثل وذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزائدة فلما ولى الطاهر جقمق وكان يصحبه تردد إليه فأكثر وصار أحد ندمائه وخواصه فأنثالت عليه الدنيا ودأب في فنون العلم حتى فأق في المعقول والأصلين والمنطق وغير ذلك وبرع في الفقه وأشتهر بالفضيلة . ثم رحل إلى بلاد الترك صحبة المولى محمد يكان فعهد إليه السلطان مراد بن عثمان بتعلم ولي عهده محمد الفاتح وصار معلم السطان محمد الفاتح ومما أشتهر عنه أنه كان يقرع السلطان في صغيره بالعصا حينما كان يعلمه القرآن الكريم وولي القضاء في أيام الفاتح ولم يقبل الوزارة . والملا أحمد من أجلة علماء الدولة العثمانية وصادف من سلطانها مراد حظوة ثم لما مات الشيخ شمس الدين الفناري مسألة السلطان أبن عثمان أن يتحنف ويأخذ وظائفه ففعل وصار المشار إليه في المملكة العثمانية وتوفي بالقسطنطينية عام 893 للهجرة وصلى عليه السلطان بايزيد . وألف للسلطان محمد بن مراد بن عثمان قصيدة في علم العروض ستمائة بيت سماها الشافية في علم العروض والقافية وأول منظومته الشافية :-
بمحمد إله الخلق ذي الطول والبر
بدأت بنظم طيّه عبق البشر
(( جاء في طبقات الحنفية أن المولى محمد أدمغان الشهير بالمولى يكان لما دخل القاهرة في سفر الحجاز لقيه الكوراني فأخذه معه إلى بلاد الروم فلما لقي السلطان مراد خان قال له : هل أتيت إلينا بهدية قال نعم معي رجل فاضل عامل كامل فقيه مفسر محدث بارع في العلوم . قال أين هو ؟ قال بالباب فأرسل إليه السلطان فدخل عليه وسلم وتحدّث نعه ساعة فرأى فضله في النهاية وأعطاه مدرسة جده مراد خان الغازي بمدرسة بروسا ثم جعله معلماً لولده محمد خان ولما جلس السلطان محمد خان على السرير أكرمه غاية الإكرام وقلده منصب الفتوى وغير ذلك وصنف في أيامه تفسيراً للقرآن سماه الأماني وشرح صحيح البخاري وحواشي على شرح الجعبري للشاطبية وغير ذلك وكان يحيي الليل كله بقراءة القرآن ويختمه في كل ليلة . قولاً بالحق ذا وجاهة وفضل مات سنة 893 هـ بمدينة قسطنطينية . ))
كما أسلفنا لما خرج من مصر توجه إلى المملكة العثمانية ومازال يترقى بها حتى أستعرض قضاء العسكر وغيره وتحوّل حنفياً وعظم اختصاصه بالسلطان العثماني ومدحه وغيره بقصائد طنانة وحسنت حالة هناك بحيث لم يصير عند السلطان محمد مراد أحظى منه وأنتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى وتردد إليه الأكابر . وشرح جمع الجوامع وكثر تعقبه للمحلي وعمل تفسيراً وشرحاً على البخاري وقصيدة في علم العروض نحو ستمائة بيت وأنشأ باسطنبول جامعاً ومدرسة سماها دار الحديث وعمرّ الدور وأنتشر علمه فأخذ عليه الأكابر وحج في سنة 861 هـ ولم يزل على جلالته حتى مات في أواخر سنة 893 هـ وصلى عليه السلطان فمن دونه . ومن مطالع قصيدة في مدح سلطانه : -
هو الشمس إلا أنه الليث باسلاً
هو البحر إلا أنه مالك البر
وقد ترجمة صاحب الشقائق النعمانية ترجمة حافلة وذكر فيها أن سلطان الروم السلطان محمد عرض عليه الوزان فلم يقبلها وأنه أتاه مرة مرسوم من السلطان فيه مخالفة للوجه الشرعي فمزقه وإنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة وأنه كان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه وكان يقول له مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط وذكر له مناقب جمة تدل على أنه من العلماء العاملين .
وللملا أحمد الكوراني ( الجوراني ) كتب ومصنفات كثيرة منها 1- غاية الأماني في تفسير السبع المثاني وهو كتاب في تفسير القرآن الكريم 2- الكوثر الجاري في رياض البخاري وهو كتاب لطيف أجاد فيه شرح أحاديث البخاري في عدة مجلدات 3- الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع وهو كتاب للسبكي في الأصول 4- شرح الكافية لأبن الحاجب في النحو 5- الشافية في علم العروض والقافية وقد أهدى كتابه الشعري هذا المتضمن ستمائة بيت للسلطان محمد الفاتح 6- حواشي على شرح الجعبري للشاطبية 7- فرائد الدرر في شرح لوامع المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم توفي عام 892 هـ / 1488 م رحمه الله تعالى وكانت ولادته في عام 813 هـ / 1410 م .
المصادر والمراجع
1- نظم العقبات في أعيان للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المطبعة السورية الأمريكية نيويورك 1927 .
2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للقاضي العلامة شيخ الإسلام محمد علي الشوكاني مط السعادة مصر 1348 هـ .
3- دائرة معارف القرن العشرين – الرابع عشر تأليف محمد فريد وجدي ط2 القاهرة 1924 .
4- الأعلام – خير الدين الزركلي ط3 بيروت 1969 – 1970 .
5- ما أسداه الأكراد إلى المكتبة العربية – مصطفى نريمان – بغداد – مطبعة حسام 1983 .
6- المنجد في الاعلام – بيروت دار المشرق 1988 .
7- معجم الدولة العثمانية – د. حسين نجيب المصري – القاهرة الدار الثقافية للنشر 2004 ط1 .
هو أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني العلامة شهاب الدين الشافعي ثم الحنفي عالم بلاد الترك . مفسر كردي الأصل من أهل شهرزور ولد بقرية من كوران سنة 813 هـ وحفظ القرآن وتلي السبع على القزويني البغدادي وقرأ عليه الكشاف وحاشيته للتفتازاني وأخذ عنه النحو مع علمي المعاني والبيان والعروض وكذا اشتغل على غيره في العلوم وتميز في الأصلين والمنطق وغيرها ومهر في النحو والمعاني والبيان وغير ذلك من العقليات وشارك في الفقه ثم تحول إلى حصن كيفا فأخذ عن الجلال الحلواني في العربية وجال في بغداد وديار بكر وقدم دمشق في حدود الثلاثين فلازم العلاء البخاري ثم قدم القاهرة في حدود سنة خمس وثلاثين وهو فقير جداً فأخذت عن أبن حجر في البخاري وشرح الألفية للعراقي ولازمه غيره وسمع صحيح مسلم عن أبن الزركشي ولازم الشيرواني كثيراً وقرأ عليه صحيح مسلم والشاطبية وأكب على الاشتغال والأشغال بحيث قرأ على العلاء القلقشندي في الحاوي ولازم حضور المجالس الكبار كمجلس قراءة البخاري بحضرة السلطان وغيره وأتصل بالكمال البارزي فنوه به والزيني عبد الباسط وغيرهما من المباشرين والأمراء بحيث اشتهر وناظر الأماثل وذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزائدة فلما ولى الطاهر جقمق وكان يصحبه تردد إليه فأكثر وصار أحد ندمائه وخواصه فأنثالت عليه الدنيا ودأب في فنون العلم حتى فأق في المعقول والأصلين والمنطق وغير ذلك وبرع في الفقه وأشتهر بالفضيلة . ثم رحل إلى بلاد الترك صحبة المولى محمد يكان فعهد إليه السلطان مراد بن عثمان بتعلم ولي عهده محمد الفاتح وصار معلم السطان محمد الفاتح ومما أشتهر عنه أنه كان يقرع السلطان في صغيره بالعصا حينما كان يعلمه القرآن الكريم وولي القضاء في أيام الفاتح ولم يقبل الوزارة . والملا أحمد من أجلة علماء الدولة العثمانية وصادف من سلطانها مراد حظوة ثم لما مات الشيخ شمس الدين الفناري مسألة السلطان أبن عثمان أن يتحنف ويأخذ وظائفه ففعل وصار المشار إليه في المملكة العثمانية وتوفي بالقسطنطينية عام 893 للهجرة وصلى عليه السلطان بايزيد . وألف للسلطان محمد بن مراد بن عثمان قصيدة في علم العروض ستمائة بيت سماها الشافية في علم العروض والقافية وأول منظومته الشافية :-
بمحمد إله الخلق ذي الطول والبر
بدأت بنظم طيّه عبق البشر
(( جاء في طبقات الحنفية أن المولى محمد أدمغان الشهير بالمولى يكان لما دخل القاهرة في سفر الحجاز لقيه الكوراني فأخذه معه إلى بلاد الروم فلما لقي السلطان مراد خان قال له : هل أتيت إلينا بهدية قال نعم معي رجل فاضل عامل كامل فقيه مفسر محدث بارع في العلوم . قال أين هو ؟ قال بالباب فأرسل إليه السلطان فدخل عليه وسلم وتحدّث نعه ساعة فرأى فضله في النهاية وأعطاه مدرسة جده مراد خان الغازي بمدرسة بروسا ثم جعله معلماً لولده محمد خان ولما جلس السلطان محمد خان على السرير أكرمه غاية الإكرام وقلده منصب الفتوى وغير ذلك وصنف في أيامه تفسيراً للقرآن سماه الأماني وشرح صحيح البخاري وحواشي على شرح الجعبري للشاطبية وغير ذلك وكان يحيي الليل كله بقراءة القرآن ويختمه في كل ليلة . قولاً بالحق ذا وجاهة وفضل مات سنة 893 هـ بمدينة قسطنطينية . ))
كما أسلفنا لما خرج من مصر توجه إلى المملكة العثمانية ومازال يترقى بها حتى أستعرض قضاء العسكر وغيره وتحوّل حنفياً وعظم اختصاصه بالسلطان العثماني ومدحه وغيره بقصائد طنانة وحسنت حالة هناك بحيث لم يصير عند السلطان محمد مراد أحظى منه وأنتقل من قضاء العسكر إلى منصب الفتوى وتردد إليه الأكابر . وشرح جمع الجوامع وكثر تعقبه للمحلي وعمل تفسيراً وشرحاً على البخاري وقصيدة في علم العروض نحو ستمائة بيت وأنشأ باسطنبول جامعاً ومدرسة سماها دار الحديث وعمرّ الدور وأنتشر علمه فأخذ عليه الأكابر وحج في سنة 861 هـ ولم يزل على جلالته حتى مات في أواخر سنة 893 هـ وصلى عليه السلطان فمن دونه . ومن مطالع قصيدة في مدح سلطانه : -
هو الشمس إلا أنه الليث باسلاً
هو البحر إلا أنه مالك البر
وقد ترجمة صاحب الشقائق النعمانية ترجمة حافلة وذكر فيها أن سلطان الروم السلطان محمد عرض عليه الوزان فلم يقبلها وأنه أتاه مرة مرسوم من السلطان فيه مخالفة للوجه الشرعي فمزقه وإنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة وأنه كان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه وكان يقول له مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط وذكر له مناقب جمة تدل على أنه من العلماء العاملين .
وللملا أحمد الكوراني ( الجوراني ) كتب ومصنفات كثيرة منها 1- غاية الأماني في تفسير السبع المثاني وهو كتاب في تفسير القرآن الكريم 2- الكوثر الجاري في رياض البخاري وهو كتاب لطيف أجاد فيه شرح أحاديث البخاري في عدة مجلدات 3- الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع وهو كتاب للسبكي في الأصول 4- شرح الكافية لأبن الحاجب في النحو 5- الشافية في علم العروض والقافية وقد أهدى كتابه الشعري هذا المتضمن ستمائة بيت للسلطان محمد الفاتح 6- حواشي على شرح الجعبري للشاطبية 7- فرائد الدرر في شرح لوامع المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم توفي عام 892 هـ / 1488 م رحمه الله تعالى وكانت ولادته في عام 813 هـ / 1410 م .
المصادر والمراجع
1- نظم العقبات في أعيان للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المطبعة السورية الأمريكية نيويورك 1927 .
2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للقاضي العلامة شيخ الإسلام محمد علي الشوكاني مط السعادة مصر 1348 هـ .
3- دائرة معارف القرن العشرين – الرابع عشر تأليف محمد فريد وجدي ط2 القاهرة 1924 .
4- الأعلام – خير الدين الزركلي ط3 بيروت 1969 – 1970 .
5- ما أسداه الأكراد إلى المكتبة العربية – مصطفى نريمان – بغداد – مطبعة حسام 1983 .
6- المنجد في الاعلام – بيروت دار المشرق 1988 .
7- معجم الدولة العثمانية – د. حسين نجيب المصري – القاهرة الدار الثقافية للنشر 2004 ط1 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق