2008/07/07

دفاتر الشعر

جاهلية
شعر :
سراج المياحي

أبي المخضرم
هدّ سقف غرفتي
وارتأى أن ينصب لي خيمةً
ويفترشها رملاً
ويؤثثها قنديلاً وحصيرا ًوجرار
أقال كل أشيائي الالكترونية
وصادر النوافذ
وأبطل كل قوانين القرن الحالي
ألبس زوجته خماراً
واكتفى بشرح المعلقات لأخوتي
وحين أستجار الجيران
من بيتنا الجاهلي
أعتذر أبي وقال :
دعونا
أبني صعلوك جيّد !!

أغاني السائر في نومه
شعر: عبدالعظيم فنجان
امرأة
من مرآة إلى مرآة واصلتْ امرأة نقل بهائها في المرايا ، تاركة في كل مرآة أثراً واحدا ، يختلف من مرآة إلى مرآة : في قلب كل مرآة امرأة تسير على ضوء شمعة ، حتى تنطفيء الشمعة ، فيظهر إثرها رجل يجمع آثارها ، من مرآة إلى مرآة ، لكنه في لا نهائيات رحلته يصل إلى امرأة أخرى ..
أغنية الطير والمرأة الهاربة
أعرفُ أين تنتهي أسطورة المرأة الهاربة التي يسير ، في نبضها ، العاشقُ ، ولا يصل إلى محطة قلبها إلا بعد أن يتفكك ريشة بعد ريشة ، كما طير يبيع حنجرته من أجل أن يفوز بأغنية ، لكن ما
أعرفه لا يعني أن القرعة قد وقعتْ عليَّ ، أو أن الرحلة قد انتهت عند هذا الحد .
لا أريد أن أتعفن بالعيش داخل غرفة المعرفة ، نائما على وسادة من أحلام الكتب : لابد من تحطيم زجاج نوافذ الطمأنينة ، والطيران على متن أعتى العواصف ، من اجل نصيبي من الجمال الذي لا يطاق ، من اجل كِسرةٍ من خبز الخيال ، ولأن هناك مقاطع ناقصة من الأسطورة اقتطعها الآخرون يجب أن أستعيدها .
لن يثنيني أحد عن العودة إلى البداية ، حتى لو كلفني ذلك أن اخسر الأغنية التي من أجلها بعتُ حنجرتي : أنا الطير الذي فككه الآخرون ، ريشة بعد ريشة ، وهم ينهبون تلك المقاطع من مسلة قلبها قبل وصولي .
أبيات
أبيات أوحت بها امرأة ، ثم جفّتْ داخل الرأس ،
فلم ترفعها إلى مقام الورقة .
أامرأة أوحت لكَ بأبيات ، أم الأبيات أوحت بامرأة ؟
إذا كانت امرأة ، فأين تاجها ؟
أين التاج ،
وأنتَ ، من ورقة إلى ورقة ، تطارد أبياتا أوحت بها امرأة ،
وتكب أبياتا توحي بامرأة أخرى ؟
أبالقصائد تلوذ حين يخذلك الأمل ؟
أغنية السائر في نومه
احلمُ أن أصير طائرا :
احلق ، برهة ، فوق الورقة ، مترنحا كما لو كنتُ فوق حقل ،
ثم أسقط ، عميقا ، في الحقل .
احلم أن التحق بمقاطع من طيور
ترفرف فوق رأس امرأة :
برفق سأقود الطيورَ إلى الورقة ،
ثم أطوي الورقة .

اكتشافات
شعر :
محمد أحمد آمرلي
قارورة عطر
كسرتها الحماقات
ليلة موت البنفسج
وسقوط مرايا الروح
احتفالا بهشيم لن يتكرر
المرأة بين أربعة جدران
تهمة باطلة
وأنا ضحية
الحروف الشاردة
من جسدها
الظلام مدخل لكل فضيحة
والموت
نهاية نكتشف بها أنفسنا
الآلام قطط متوحشة
تحفزنا بمواءاتها
ولا سبيل للجسد غير احتضانها .

علاقة مضرة
شعر : ماهر عبدالله

لا فرقَ
إن وَجّهْتي لي سؤالاً
أو .. صاروخاً ربما
لأنني سأجيبُكِ بكلِّ ما أملكُ من حُطام
فقط أقنعيني .. بأنّ التـرفَ الذي في خديكِ
ردةُّ فِعلٍ ضِدَّ الربعِ الخالي
وإن رأسَكِ المدنيَّ هذا
لم يبدِ اهتماماً بأفكاري البدائية
ولم يعِ .. أنني كنتُ صغيراً جداً
حينما كنتُ ..
كلما أخصي بعوضةً .. يولد هورُ الحويزةِ تحتَ مروحتنا
كلما أختلي بأمعائي .. أخلف أشياءً تشبهَ الجامعةَ العربية
كلما تجوع الحروب .. تهرع أمريكا للتسوق !
كنتُ ..
مُعادلاً لطفولاتٍ سقطتْ من سحابة
مناقضاً لرعودٍ امتلأتْ بآباءٍ حجريين
وأمهاتٍ لم ينضجنَ بعدُ لرضاعتي
كنتُ ..
كثيراً ما أخالفُ أبي ، وأبيه
حينما ينتعلُ قدميهِ ماشياً على أمي
وهذا صحيحٌ كلُهُ
أليسَ صحيحاً ورائعاً .. أن يكونَ المرءُ شجرةً أو حائطاً مثلاً ؟!
لا يميلُ مع الريحِ غالباً .. وغالباً لا يستندُ عليه أحد
صحيحٌ أنني أحبك ..
لكنني سأقيمُ علاقةً مع حائط !
ومن أجلِ كلِّ هذا الصحيحِ .. وهذا التـردي كلِهِ
عليكِ أن تتفهمي .. ولا تفكري
فأنا أحبك لأتعلمَّ الشعر
مرةً .. أكلتُ قصيدةً .. فخلّفتُ حُكاماً رطبين
وسرّحتُ رأسَ الشعرِ مرةً .. فسَقَطَتْ قملةٌ تُفلّي رأسَها مني !
كمْ مرةٍ تستجوبينني عن كلّ تلكَ الأشياءِ المتعفنةِ في رأسي؟!
لم تنته
شعر :عبداللطيف بندر أوغلو
ترجمة : صباح طوزلو
استمعنا
بحزن وألم
إلى الأغنية
القادمة صداها
عبر سراب
الطرق البعيدة
لم تهدأ آلام جراحاتنا
لم تنته أوجاع قلوبنا
على آمالنا سيطر الظلام
في داخلنا
اهتزت الأحزان من جديد
وفيها تكونت الزلازل
واشتدت العواصف
الأرض ابتلعت أحبائنا
طرقنا التي كنا نشتاق
لسماع أغانيها قد أغلقت
لوجوهنا من جديد
بعد العهود الطويلة
ننتظر بصمت
بضجر
بقلق
الإشراقة
التي تبدد الظلام
الملتف من حولنا .

ليست هناك تعليقات: