2009/04/05

فاروق مصطفى و ( ما قاله الأصدقاء لكركوك الهاطلة في القلب)

كتابة : محمد خضر
العشق عند أهل العلم عبادة وعند أهل القلم ريادة فكيف إذا كان عاشقنا قد حمل القلم ليحيي معشوقــــته ويطلق في سماء من يعشـق كلـمات لتصبح بعد إذن كتبا ورسائل وخطابات ومقـالات وقصائد تضيء كالنجوم حاملة الحب والسعادة وكتاب الأستاذ فاروق مصطفى الصادر حديثاً والموسوم بـ ( ما قاله الأصدقاء لكركوك الهاطلة في القلب) هي مجموعة مقالات أتحفنا بها مع ثماني قصائد دبجها بقلمه الذي ينبض بروح المدينة الأزلي . ففي كل دول العالم – عدانا نحن – تظهر الكتب في احتفال وهرج وكاميرات حتى وان كان الكتاب بلا معنى ، لأنهم هناك ما زالوا يبحثون عن المبدعين ! أما في كركوك فينزوي كل المبدعين في أماكن لا تصل إليها الأضواء . فالإبداع عند الأستاذ فاروق مصطفى ومن هم مثله هو ما يجيش به الإنسان لمن حوله من حرافيش الأدب وهم القلة القليلة التي تتواصل مع رموز الإبداع . وفي كتاب فاروق مصطفى يرتحل بنا في البحث عن (حب قوريالي يتسول ضبابات أساه) وأسرار عشق الكركوكيات اللواتي بدأن في ذاكرة الطفولة ولم يفقدن صورهن من مخيلتنا رغم مرور ستة عقود لأن الحياة تعني عدم (الخروج من فراديس جرت ميدان) وإبقاء الذاكرة متيقظة على مقاهي كركوك وشوارع وسينماتنا التي أعدمت على مرأى جيل الحرب والحصار.
أما بالنسبة للقصائد فقد حملت الأولى شجونه ، ثم حلم ذلك الفتى الذي عشق روزا الحمراء وهو يراقب يوميا تلك النافذة التي بظفيرتين طويلتين. ولا ينسى ما حملته الذاكرة عن (كفافي) الشاعر اليوناني الذي عاش بمدينة الإسكندرية في القرن الثامن عشر، وقبل أن يبحث عما بقي من آثار أقدام جان دمو الصاعدة الى مقاهي كركوك بين عرفه وتعليم تبه و(حمزة حمامجى أوغلو ملدوسا بشجرة تسكعاته) و (ياوز فائق يقتعد غيمة القلعة) .. ومازال فاروق مصطفى يحاول البحث عن مدينة نسيت نفسها بين أصابع الغمام)
وهو الذي لا يدري أيصعد الهواء
أم يهبط خاصرة السرى
في طرقات تفترش أنبذة الكلام .

ليست هناك تعليقات: