2009/04/06

صور خارج الاطار

متين عبدالله كركوكلي

ستة تعاريف لموت واحد
كنت قد اطلعت على قصائد وأفكار الشاعر (نورالله كنج) من خلال متابعتي لبعض حلقات برنامج ( قهوة بهانة ) الذي يعـدّه ويقـدمه الدكـتور سنائي دميرجي وشاء القدر أن يكحل عيني بكُتيب يجمع قصائد ستة شعراء مع نبذة مختصرة عن حياتهم بينهم الشاعر (نور الله كنج) مع آخر من كركوك وشاعرة من أذربيجان. أفردت للشاعر الصفحات من 14 إلى 17 مع ستة قصائد مختارة للشاعر نفسه الذي أراد أن يثبت من خلال قصيدته (السيد) إن الموت الذي يخافه ويهابه الكثيرون أنما يدفع بصاحبه إلى مرحلة ثانية من الحياة وفقاً لمفهوم الحديث النبوي الشريف الذي يصف القبر أما روضاً من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ، مغلفاً بمسحة فلسفية رقيقة أمتاز بها قصائد الشاعر وتفوق على أقرانه رغم اختصاصه الأكاديمي في العلوم الاقتصادية أسعفهُ في ذلك عمق ثقافته الشخصية ووضوح الفكرة لديه إضافة إلى سلاسة اللغة ووحدة الهدف المترابط بين تراكيب جمله الشعرية.
(نور الله كنج) من مواليد 9/9/ 1960 ناحية خراسان التابعة لمحافظة أرض روم التركية أكمل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدارس الناحية المذكورة ، تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد عام 1984 عين أستاذاً مساعداً في نفس الكلية التي تخرج منها ثم تدرج في الألقاب العلمية ماجستير ، دكتوراه إلى أن نال لقب البروفيسور ، حالياً يرأس المجلس العلمي في كلية الإدارة والاقتصاد.
قياساً إلى عمره يصنف في خانة الأدباء الشباب بداً النشر مبكراً سنة 1980 عرفه القراء شاعراً ثم كاتباً لمقالات فلسفية نال عام 1987 جائرة وزارة الثقافة والسياحة عن روايته (Tutkular keder oldu) ، أما ديوانه الشعري (yağmur) فقد فاز بجائزة الأوقاف والشؤون الدينية ، وفي عام 1996 كرّم من قبل صحافيي شرق الأناضول إضافة إلى جوائز شعرية أخرى في مهرجانات التي تنظمها إدارة بلديات محافظات تركيا .
السيدّ
خارجاً من قلوب العبيد
قادما يأتي الموت
من على الجدران التي أحببتها
يبتسم لي الموت

أي المحطات لي
أي الحدود وهمي
مزدانا بالورود
يعرف الجواب الموت

أمام كلّ الأبواب
يطنن أذني
يستحيل إلى حدائقي .. مرةّ
ومرةّ إلى حية ، الموت
في حدائق الضباب
النيران تفهمني
الحقيقة عند من ؟
وفي مَنُ الموت كذب ؟ !
الضوء جلاّد الكلام أسود
والتراب غريبة عني
الموت يوجد الضياء
في رحم الظلمات

الموت أجل المتناقضين
الذين يقفون عند روحي
الموت ، سلطان الخوف

لقد قيل قديماً (وإن تعددت الأسباب فالموت واحدٌ) وجدت في القصيدة ستة تعاريف لموت واحد، أبدع الشاعر في قراءته لمجهول لايزال الكثيرون يهابونه حدّ الخوف. إلاّ الذين يتزودون ويستعدون له .

ليست هناك تعليقات: