2008/11/04

لماذا ؟

قصة : لهيب خليل

ليث من عائلة طيبة ومعروفة في المحلة بل وأكثر الناس يعرفون أبا ليث رجلا مستقيما (كلش دوغري) لا يعرف إلا الصراحة ويخاف الله . لا يفته فرض ولهذا ربى ليث على هذه القيم والأصول فهو دائما يقول لابنه لا أحب الدروب الملتوية! إياك وبنات الجيران، حذار! أن أراك واقفا على السطح بحجة ما وخصوصا أوقات العصرية لان فتيات الجيران يكونن في هذه الفترة على السطح للترويح عن أنفسهن، أو لترتيب الفراش أيام الصيفية . لا ينفك ولا يمل أبو ليث من ترديد وإطلاق تلك التحذيرات، إياك أن تقف وتتحدث إلى بنات المحلة. أبنائي لا يتكلمون مع النسوان ثم الوقوف مع الفتيات شيء مخجل . ماذا تريد من الفتاة وما الذي تريده الفتاة منك؟
المرأة كائن ضعيف ومقرف ويقول الكلمة الأخيرة بصوت خافت خصوصا بحضور الزوجة . ليث حفظ تلك الدروس وتشربها نقطة فنقطة. لكن ليث كبرت سنوات عمره وفي احد الأيام زارته جارتهم العجوز في الحلم فاستفاق من نومه وهو يلعن الشيطان. وبعد أيام أخرى زارته بنت الجيران التي انتقلت إلى المتوسطة أخيرا في حلم الظهيرة هذه المرة. أقلقت الأحلام ليث لأنه لم يكن يعرف ماذا عليه أن يفعل بالضبط . استنجد بأمه وحدثها عن تلك الكوابيس. ابتسمت الأم وقالت له :
-لا تخف يا ولدي ، اقرأ بعض الآيات من السور القصيرة وستنام بكل راحة وأمان.
ليث صار ينام مرتاحا أشهرا عديدة . لقد عمل بنصيحة أمه لكنه اكتشف أمرا خطيرا هذه المرة ، فهو بين فترة وأخرى يتحسس شيئاً شديد اللزوجة على ملابسه الداخلية، وأخفى الأمر لأشهر عديدة . وعادت الأحلام تزوره في كل الأوقات . توجس خوفاً هذه المرة وراح يحكي لأبيه كل ما جرى وهو يتنفس بصعوبة بالغة، كمن يدلي باعترافاته. الأب الذي بدت عليه أمارات الغضب أمره أن يدخل الحمام فورا ليغتسل غسل الجنابة . وبعد شرح مستفيض عن معنى غسل الجنابة دخل (ليث) الحمام ودلق على نفسه الماء حسب التعليمات التي تكررت ، إذ كان الوالد يلقن الابن من خلف باب الحمام . مرت الأيام مسرعة و(ليث) يغتسل في الأسبوع الواحد خمس مرات غسول جنابة ، لأنه لم يعد يطيق الانتظار أن تزوره الجميلات في الأحلام ، بل هو الذي يمضي في حلم وقتما يريد، بعد ان يختار بطلة حلمه كلما رأى بنات الجيران وهن على السطوح يمشي ويتقافز كقط مطارد. فقط شيء واحد استعصى على فهمه ففي كل الأحلام التي تزوره ويزورها كان يحاول .... ........ ..... لماذا ؟ لم يستطع أن يجد الإجابة.

ليست هناك تعليقات: