2008/11/04

قصص قصيرة جدا هشام القيسي

مفاجأة
من يبقى واقفا يركض أكثر من نار تلصق على الجدران عينين من صور لا تنهار. عندها غادرت عيناه في أصوات لم تتكلم، وكانت أزهار البراري كلها مائدة للماضي . فكر قليلا وقال :
في كل كلمة علي أن أزيل الصدأ ، وأتمدد من ساعة الى مسافة أخرى . حين أحصى نفسه كان كل شيء مرتبط بمكانه .
الثمل
ابتعد عن الحفرة فهي توقض محنة قديمة لا تنام لديه ، وتستغرق في التأمل أو تتسرب ملتهبة كخمرة خارجة من ممتلكات الرغبة. في تلك الواقعة ذكريات ختمت دالات في الليالي الماطرات . كان يتقبل الأمل والحب ويعطي أسماء غريبة للسيدة .
حينما أفاق كان الليل خارج الحديقة، والمصابيح لا ترمي عشقها على الأشجار، حيث أسدل الليل سدوله دون أن يترك لساعته دقيقة يحدق فيها .
عاشق
كان يتلفت ويكسر غصنا . إذ ينزل الى الماء يغرق في موجة تحمل رسالة من أشعة حبيبته إليه .
حين حل المساء لم يبق أحد على ضفة النهر . نظر نحو داخله ، وقال :
تركتني في هذا المكان وحيدا .
رجل ميت
حيث يبحث عنها في الصباح ، يفقدها في المساء . لم تكن في مكان يصل إليه ، فقد عاش العمر في كنف نجمة لا تحدث ذاتها . رطوبة الجدران، تكراره في سبيله، إنقضاء الأيام دون غضب أو إندهاش، كان يهوي الصمت لكن الصوت يسحبه من النوم . تذمر ، تمتم ، حيث يضع العمر أوراقه الضائعة ، وأدرك ان في يديه الفارغتين بقية من فراغ لن يفهمه أحد قط .

يقين
النوافذ منحت هواجسا محجبة هاجمت الأحلام . شواطىء العتمة لم تعد ترفع الأشعار ، وسقطاته في الأرض لم تنفذ الى غيره . نظر الى حدود خرساء ثم إنسحب ليمشي في حديقة الذاكرة .

ليست هناك تعليقات: