1 – قصيدتان
شعر : أحمد مهدي بيات
هو الأخير واقف كالوتد
في طابور الخبز
صارفا نبضاته كالثمل
إذ ليس في حوزته ما يصرف
لكنه يجيد كيف :
يصرف وقته في التأفف
ويصرف نظره عن التغاضي
2- خريف اليقظة
في غابر السنين
كانت ثمة مغارة تتضبب حباً
تجثو بين كفي جبل يزدانه قمر
فيها غابرون :
يتوسدون أغصان التوت
ويتدثرون عباءة الخضوع ..
وكانت الطبيعة تؤتيها النماء كل حين
زينوا رأس خليلهم بتاج الخنوع
ونحتوا في فكها عينا كعين قط أسود
في كل عام عندما تودع الشمس المغارة :
تصرع كف الشتاء الكهول
ويلتحف كفن الموت العجائز
وحين تنفلق الأرض ربيعا وتبتهج المراتع
ينسل الخليل مع قطيعه من خوف المغارة
يرعى الأعشاب ويقرض الأقشاش
ثم يلمع تاجه بضوء القمر عند المغيب
ذات يوم طاف جن من أدنى الأرض الجبل
فتوارى القمر برقة عن المغارة
قيل له أنه عشق سمكا ورحل معه
ذرِّ الخليل تاجه غاضبا
ودفنه في كف حفيده
نزل الوادي وسار صوب الجنوب
مع هدير نهر ينضح من عروقه عسل القوقاز
كان يحمل على كتفه سلة
فيها درر من التوت والتفاح
تراءى له قمر في حضن سمك يبتسم
فتن به .. لكن القمر عبس له ، والنهر عبث به
أفاق الغابرون وخليلهم مسلوخ عن المغارة
سألوا الشمس عنه فقهقهت وقالت لهم :
أخذته صيحة الغناء فهوى بين فكي النهر
التهمه قرش القوقاز وصار هباء منثورا
وفي قوادم السنين
عندما يكبر الحفيد .. سيترك المغارة
ويزخرف تاجه بندى الزيت عند حافة جبٍ
سيرى من بعيد منارة ..
ينبهر لها ويتكور خلف نافذتها
يجد تحتها سلة جده خاوية من ورق التوت
ستطوقه ريح الخريف وتسقط تاجه في الجب
فيخبو غله .. ثم يلوي سهام ودقه
ويمسي كالتائب يقتفي صراط المشكاة .
نافذة على المطر
كنار عباس عسكر
ظل المطر يتساقط أياما
ظلت تمطر
كانوا ينتظرون أن يتوقف المطر
لم يتوقف المطر ، وظلوا ينتظرون
وظلت تمطر ولم يخرجوا
لم يفتحوا الباب
لم يتوقف المطر ولم يفتحوا
فتحوا النافذة
فتدفق الماء من النافذة
وتوقف المطر
أشرقت الشمس
وطارت الطيور !
· نافذتان
يسقط ظله على الشارع
الرجل الواقف في النافذة
يسقط ظلها على الشارع
المرأة الواقفة على النافذة المقابلة
يسقط المطر على ظل المرأة و الرجل
المرأة والرجل يتبادلان الموت أم الكلام
تمرق سيارة في الليل
ضوءها الكاشف يخترق المطر والأزهار.
شعر : أحمد مهدي بيات
هو الأخير واقف كالوتد
في طابور الخبز
صارفا نبضاته كالثمل
إذ ليس في حوزته ما يصرف
لكنه يجيد كيف :
يصرف وقته في التأفف
ويصرف نظره عن التغاضي
2- خريف اليقظة
في غابر السنين
كانت ثمة مغارة تتضبب حباً
تجثو بين كفي جبل يزدانه قمر
فيها غابرون :
يتوسدون أغصان التوت
ويتدثرون عباءة الخضوع ..
وكانت الطبيعة تؤتيها النماء كل حين
زينوا رأس خليلهم بتاج الخنوع
ونحتوا في فكها عينا كعين قط أسود
في كل عام عندما تودع الشمس المغارة :
تصرع كف الشتاء الكهول
ويلتحف كفن الموت العجائز
وحين تنفلق الأرض ربيعا وتبتهج المراتع
ينسل الخليل مع قطيعه من خوف المغارة
يرعى الأعشاب ويقرض الأقشاش
ثم يلمع تاجه بضوء القمر عند المغيب
ذات يوم طاف جن من أدنى الأرض الجبل
فتوارى القمر برقة عن المغارة
قيل له أنه عشق سمكا ورحل معه
ذرِّ الخليل تاجه غاضبا
ودفنه في كف حفيده
نزل الوادي وسار صوب الجنوب
مع هدير نهر ينضح من عروقه عسل القوقاز
كان يحمل على كتفه سلة
فيها درر من التوت والتفاح
تراءى له قمر في حضن سمك يبتسم
فتن به .. لكن القمر عبس له ، والنهر عبث به
أفاق الغابرون وخليلهم مسلوخ عن المغارة
سألوا الشمس عنه فقهقهت وقالت لهم :
أخذته صيحة الغناء فهوى بين فكي النهر
التهمه قرش القوقاز وصار هباء منثورا
وفي قوادم السنين
عندما يكبر الحفيد .. سيترك المغارة
ويزخرف تاجه بندى الزيت عند حافة جبٍ
سيرى من بعيد منارة ..
ينبهر لها ويتكور خلف نافذتها
يجد تحتها سلة جده خاوية من ورق التوت
ستطوقه ريح الخريف وتسقط تاجه في الجب
فيخبو غله .. ثم يلوي سهام ودقه
ويمسي كالتائب يقتفي صراط المشكاة .
نافذة على المطر
كنار عباس عسكر
ظل المطر يتساقط أياما
ظلت تمطر
كانوا ينتظرون أن يتوقف المطر
لم يتوقف المطر ، وظلوا ينتظرون
وظلت تمطر ولم يخرجوا
لم يفتحوا الباب
لم يتوقف المطر ولم يفتحوا
فتحوا النافذة
فتدفق الماء من النافذة
وتوقف المطر
أشرقت الشمس
وطارت الطيور !
· نافذتان
يسقط ظله على الشارع
الرجل الواقف في النافذة
يسقط ظلها على الشارع
المرأة الواقفة على النافذة المقابلة
يسقط المطر على ظل المرأة و الرجل
المرأة والرجل يتبادلان الموت أم الكلام
تمرق سيارة في الليل
ضوءها الكاشف يخترق المطر والأزهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق