2008/11/04

العافية تلتمس طريقها إلــى مسرح كركوك

متابعة : لهيب خليل
بعرض درامي حاول الوصول لقمة الفخامة قدم لنا المخرج رائد حازم عملا مسرحيا معد من مسرحية (كاليغولا) لأديب العبث ألبير كامو، المسرحية وبرغم عرضها على قاعة النشاط المدرسي التي بالكاد نستطيع أن نسميها خشبة مسرح ذلك لأنها تفتقد لكثير من مقومات المسرح الحديث وأولها قضية تقنيات الصوت ورغم التطور الحاصل في مجال التقنية الصوتية إلا أن القاعة تفتقر لها ناهيك عن تقنيات الإنارة الحديثة، وبرغم ذلك حاولت المسرحية بان تسرب شيء من العافية لمسرح كركوك المسرح الثري بعروضه الجادة في السابق فقد كانت كركوك سباقة في تقديم العروض المسرحية الجادة كعرض جماهيري والقصد هنا إن مهرجانات التربية التي تقام في المناسبات والمهرجانات السياسية سابقا ولاحقا وعندما يقدم من خلالها أعمال مسرحية فهي لا تخرج أولا عن طابع المسرح المدرسي ومن ثم عن سياسة منظمي المهرجانات ، كاليغولا هذا العرض المسرحي بكل حسناته وسيئاته أعاد للأذهان وللمهتمين ذكرى المسرح الذي كاد يموت تحت صمت وقسوة القائمين عليه أولا والجمهور ثانيا ، لقد فقد المسرح بعد المحطات الفضائية علينا لان المسح يبقى دوما المقياس الأول والأساسي في تقييم أية مجتمعات المسرح الظاهرة الصحية الفكرية التي نستطيع من خلالها أن نحكم على ثقافة مجتمع ما ومدى تطوره ، ورغم البسيط الذي قدمته المسرحية ولكنه بسيط عميق وبسيط بقوة فهي إذ تحدثت لنا عن طاغية حكم روم القديمة بسادية ووحشية فهي بذلك تذكرنا بان لا مكان للطغاة إلا في المزابل، فلقد نجح المخرج والمعد رائد حازم إلى حد ما أن يفك شفرات العمل المسرحي، فمسرحية كاليغولا عمل صعب ومن الصعوبة جدا تناوله وتقديمه على خشبة مسارحنا فهو يستعرض الحياة الجنسية المريضة والمقيتة لحاكم مثل كاليغولا ، وبما إننا من المجتمعات التي لازال الانغلاق يحكمها فأن تقديم عمل مسرحي تشوبه القليل من الإباحية يعد ضربا من المستحيل، لذا اعتقد أن أكثر النقاط المحسوبة على العمل سلبيا كانت هي ضيق المساحة الاجتماعية التي أراد العبور منها المخرج ورغم هذا وذاك فلقد تألقت الممثلة (إيناس خالد ) في لعب دور المحظية الشبقة وعن جدارة استحقت التصفيق للجرأة التي أدت بها الشخصية ورغم تقنية الصوت وإيصاله إلى أخر متفرج في القاعة (رغم إني كنت جالس في الصف الثالث ) فقد نجح الممثل(طارق ناصح)في تمثيل دور كاليغولا ولنعرف جيدا أن تشخيص واستيعاب شخصية مثل شخصية كاليغولا ليست بالأمر الهين والبسيط فهي تنتمي لصنف الأدوار المركبة والمعقدة . رأي أخير وهو لو أن المخرج استعان بكورال لسرد بعض الوقائع التاريخية التي صاحبت تلك الفترة الزمنية لربما استطاع توصيل أفكاره بشكل أفضل وهذا رأي أسوقه وأقول لربما. بوركت كل الجهود التي تظافرت لتقديم هذا العمل وتحية احترام لكادر العمل جميعا لأنهم أعادوا فعلا شيء من العافية والابتسامة إلى مسرح كركوك كمسرح جماهيري متاح لكل الفئات والناس.

ليست هناك تعليقات: