كتابة : فاضل بربر اوغلو
همومنا كثيرة ومتشعبة ، وأوهامنا مبرمجة قائمة على حافات منزلقة .. وبين الهموم والأوهام اختلفت المعايير واختلطت التقييمات ، وبإفرازاتها وترسباتها الضاغطة هيمنت على آليات الثقافة وأشكالياتها ولأن هموم الثقافة التركمانية مشتركة لا تقبل النقاش البيزنطي فلا بد في مثل هذا الظرف الصعب المعقد أن نشرع أبواباً لمصارحة حقيقة جريئة من أجل منجز دال طموح ينفتح نحو الحضارات الجديدة ويعمق جذور التواصل بين مثقفينا ونوظف معطيات الواقع الحاضر من أجل التنوير والبحث في الدروب الفسيحة عن الأشراقات المعرفة الأكثر تماساً بهمنا والمشترك ومنح لثقافتنا صوتها الحقيقي النابع من الصدق والإخلاص والوفاء للقيم النبيلة التي رفع لواءها المبدعون الأوائل من الكتاب والأدباء والمفكرين والفنانين الذين كانوا يؤمنون بأن المثقف هو السبّاق دوماً للحفاظ على الذاكرة التركمانية ووجوده وتراثه وحضاراته من الضياع والعدم .
ومن أجل تسليط الأضواء على هموم الثقافة التركمانية فقد اقترحت علينا مجلة (يورد) في عددها العاشر لسنة 2007 لنفكر في همومنا وأثير في الفضاء الثقافي سؤال مفاده : هل لنا هم أو هموم ؟ .. كمحور مهم على بساط البحث والنقاش .. ونشرت قراءات جادة حول هذا الموضوع .. ففي افتتاحية العدد المذكور وبعد أن يضع الخطوط الحمراء تحت عدد من الهموم .. يتساءل الأستاذ : جلال بولات هل أثرت تلك الهموم على تفكيرنا وبالتالي على منهجنا السياسي ؟ .. ويستحضر تاريخ الأجداد ويدعو إلى اقتفاء مواقفهم المشرفة بالتكاتف والتلاحم وايلاء الاهتمام بلغتنا وأدبنا وثقافتنا (ولندع الأمور الأخرى التي تفرّق ولا توحد جانبا) .. وبصوت عال مفعم بالألم والحسرة يسأل : أين هو مجمعنا العلمي ؟ .. أين هي مراكز أبحاثنا الإستراتيجية .. أين .. أين ؟ ..
أن كل الشعوب الحية تحاول أن تحافظ على تراثها الإنساني وثراء فنونها وآدابها .. ويجب أن تكون من أولويات همومنا المشتركة الالتفات إلى هذه الميادين الإبداعية .. أن إقامة أو تأسيس مجلس للفنون و الآداب يضم تحت جناحه مراكز البحوث والعلوم والدراسات وكذلك المجمع العلمي التركماني مطلب ملح في هذه الظروف الحالية وخاصة بعد فتح المدارس التركمانية بالجملة ودخول التركمان في المعترك السياسي بقوة .. وحول نفس المحور يقول الأستاذ هاني صاحب حسن في مقال الموسوعة (السبيل الأمثل لانتشار الصوت التركماني) : (أن من أقصى همومنا في الانتشار وايصال الصوت التركماني إلى أبعد المديات هو الركود المفجع الذي يعيشه الواقع الثقافي التركماني في أوساط الأجيال الجديدة ومحدودية قدرتها في رفد فعالياتنا بدماء جديدة وطاقات خلاقة) .. وهذه مسألة مقلقة حقاً لذا فهو يدعو لوضع خطة مدروسة للنهوض بواقعنا الثقافي وايصال (صوتنا الحزين) وبكل قوة إلى الأوساط المختلفة داخل العراق وخارجه ويطالب الحكومة (لتقوم بواجبها أزاد الشعب التركماني سواء من الناحية المالية أو الإدارية أو المنهجية) .. وفي مقالة أخرى على صفحات العدد السالف الذكر من مجلة ( يورد) وتحت عنوان (هموم الأدب التركماني) يطرح الأستاذ رمزي جاووش السؤال التالي : بماذا يجب أن يلتزم الأديب التركماني في هذا الظرف ؟ .. ويجيب أن على الأديب الالتزام بتقديم أعمال أبداعية تتسم بالجدة والحداثة (لا أن يكرر المألوف من خلال الخوريات والرباعيات فقط ) ، ويذكرنا بثمانيات القرن الماضي حيث (قدم الأدباء التركمان نماذج من أدبنا يوازي ما كانت تقدمه الآداب الأخرى) فماذا حدث اليوم ؟ .. أين هو ذلك الأدب وأين أولئك الأدباء ؟ ويبدي قلقة بوضوح قائلاً : (أن الأدب التركماني في ظل هذا الواقع سوف يدخل عصره المظلم ) !! .. ويدعو إلى شحذ الهم وطرق أبواب الآداب كافة والابتعاد عن تصنيف الشعراء بعدد سنوات العمر بل لا بد أن يكون الإبداع فيصلاً في تصميم مثل هذه التصنيفات ويقول بأن ( ثقافة أية أمة تقاس بثقافتها ودمى مساهمتها في الثقافة الإنسانية ) ..
أن هموم الأدباء والمثقفين التركمان كثيرة وعديدة ساهمت الظروف الحالية بأجندتها المختلفة ومشاكلها المعقدة والأجواء السياسية الساخنة المتشابكة المصالح التي تعتمد غالباً حوارات التباعد والتناحر ولحج الآخر تلك الأسباب وغيرها أثخنت بسهامها ورماحها جسد المشهد الثقافي العراقي عامة والتركماني بشكل خاص وهي تستدعي منا إلى تضافر الجهود وتتطابق قناعاتنا وأفكارنا ونشرع الأبواب والنوافذ ليستنشق الجميع عطرها طيب ووفاء وسماحة الشعب التركماني ويتواصل المثقفين مع البعض بروح المحبة والود والتآزر وعدم الانجرار وراء العواطف المثيرة للاحتقان وأن نعطي لكل من أسهم في تشكيل لحمة المشهد الثقافي دوره وتقديره ومكانته اللائقة به ونضع لمبادئ النبيلة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أمامنا ويتوازن تفكيرنا في سياقها .. لابد أن نفكر ونعمل على تشكيل لجنة لوضع ورقة عمل وصياغة مقترحات وتوصيات وآليات عمل تشتغل على رؤى جديدة في الثقافة التركمانية التي يجب أن تكون أكثر حضوراً واستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة ولابد من دعم المراكز الثقافية وإتحاد الأدباء والفنانين وتشجيع الطاقات الشابة من أجل خلق جيل واع منفتح منور ..
همومنا كثيرة ومتشعبة ، وأوهامنا مبرمجة قائمة على حافات منزلقة .. وبين الهموم والأوهام اختلفت المعايير واختلطت التقييمات ، وبإفرازاتها وترسباتها الضاغطة هيمنت على آليات الثقافة وأشكالياتها ولأن هموم الثقافة التركمانية مشتركة لا تقبل النقاش البيزنطي فلا بد في مثل هذا الظرف الصعب المعقد أن نشرع أبواباً لمصارحة حقيقة جريئة من أجل منجز دال طموح ينفتح نحو الحضارات الجديدة ويعمق جذور التواصل بين مثقفينا ونوظف معطيات الواقع الحاضر من أجل التنوير والبحث في الدروب الفسيحة عن الأشراقات المعرفة الأكثر تماساً بهمنا والمشترك ومنح لثقافتنا صوتها الحقيقي النابع من الصدق والإخلاص والوفاء للقيم النبيلة التي رفع لواءها المبدعون الأوائل من الكتاب والأدباء والمفكرين والفنانين الذين كانوا يؤمنون بأن المثقف هو السبّاق دوماً للحفاظ على الذاكرة التركمانية ووجوده وتراثه وحضاراته من الضياع والعدم .
ومن أجل تسليط الأضواء على هموم الثقافة التركمانية فقد اقترحت علينا مجلة (يورد) في عددها العاشر لسنة 2007 لنفكر في همومنا وأثير في الفضاء الثقافي سؤال مفاده : هل لنا هم أو هموم ؟ .. كمحور مهم على بساط البحث والنقاش .. ونشرت قراءات جادة حول هذا الموضوع .. ففي افتتاحية العدد المذكور وبعد أن يضع الخطوط الحمراء تحت عدد من الهموم .. يتساءل الأستاذ : جلال بولات هل أثرت تلك الهموم على تفكيرنا وبالتالي على منهجنا السياسي ؟ .. ويستحضر تاريخ الأجداد ويدعو إلى اقتفاء مواقفهم المشرفة بالتكاتف والتلاحم وايلاء الاهتمام بلغتنا وأدبنا وثقافتنا (ولندع الأمور الأخرى التي تفرّق ولا توحد جانبا) .. وبصوت عال مفعم بالألم والحسرة يسأل : أين هو مجمعنا العلمي ؟ .. أين هي مراكز أبحاثنا الإستراتيجية .. أين .. أين ؟ ..
أن كل الشعوب الحية تحاول أن تحافظ على تراثها الإنساني وثراء فنونها وآدابها .. ويجب أن تكون من أولويات همومنا المشتركة الالتفات إلى هذه الميادين الإبداعية .. أن إقامة أو تأسيس مجلس للفنون و الآداب يضم تحت جناحه مراكز البحوث والعلوم والدراسات وكذلك المجمع العلمي التركماني مطلب ملح في هذه الظروف الحالية وخاصة بعد فتح المدارس التركمانية بالجملة ودخول التركمان في المعترك السياسي بقوة .. وحول نفس المحور يقول الأستاذ هاني صاحب حسن في مقال الموسوعة (السبيل الأمثل لانتشار الصوت التركماني) : (أن من أقصى همومنا في الانتشار وايصال الصوت التركماني إلى أبعد المديات هو الركود المفجع الذي يعيشه الواقع الثقافي التركماني في أوساط الأجيال الجديدة ومحدودية قدرتها في رفد فعالياتنا بدماء جديدة وطاقات خلاقة) .. وهذه مسألة مقلقة حقاً لذا فهو يدعو لوضع خطة مدروسة للنهوض بواقعنا الثقافي وايصال (صوتنا الحزين) وبكل قوة إلى الأوساط المختلفة داخل العراق وخارجه ويطالب الحكومة (لتقوم بواجبها أزاد الشعب التركماني سواء من الناحية المالية أو الإدارية أو المنهجية) .. وفي مقالة أخرى على صفحات العدد السالف الذكر من مجلة ( يورد) وتحت عنوان (هموم الأدب التركماني) يطرح الأستاذ رمزي جاووش السؤال التالي : بماذا يجب أن يلتزم الأديب التركماني في هذا الظرف ؟ .. ويجيب أن على الأديب الالتزام بتقديم أعمال أبداعية تتسم بالجدة والحداثة (لا أن يكرر المألوف من خلال الخوريات والرباعيات فقط ) ، ويذكرنا بثمانيات القرن الماضي حيث (قدم الأدباء التركمان نماذج من أدبنا يوازي ما كانت تقدمه الآداب الأخرى) فماذا حدث اليوم ؟ .. أين هو ذلك الأدب وأين أولئك الأدباء ؟ ويبدي قلقة بوضوح قائلاً : (أن الأدب التركماني في ظل هذا الواقع سوف يدخل عصره المظلم ) !! .. ويدعو إلى شحذ الهم وطرق أبواب الآداب كافة والابتعاد عن تصنيف الشعراء بعدد سنوات العمر بل لا بد أن يكون الإبداع فيصلاً في تصميم مثل هذه التصنيفات ويقول بأن ( ثقافة أية أمة تقاس بثقافتها ودمى مساهمتها في الثقافة الإنسانية ) ..
أن هموم الأدباء والمثقفين التركمان كثيرة وعديدة ساهمت الظروف الحالية بأجندتها المختلفة ومشاكلها المعقدة والأجواء السياسية الساخنة المتشابكة المصالح التي تعتمد غالباً حوارات التباعد والتناحر ولحج الآخر تلك الأسباب وغيرها أثخنت بسهامها ورماحها جسد المشهد الثقافي العراقي عامة والتركماني بشكل خاص وهي تستدعي منا إلى تضافر الجهود وتتطابق قناعاتنا وأفكارنا ونشرع الأبواب والنوافذ ليستنشق الجميع عطرها طيب ووفاء وسماحة الشعب التركماني ويتواصل المثقفين مع البعض بروح المحبة والود والتآزر وعدم الانجرار وراء العواطف المثيرة للاحتقان وأن نعطي لكل من أسهم في تشكيل لحمة المشهد الثقافي دوره وتقديره ومكانته اللائقة به ونضع لمبادئ النبيلة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أمامنا ويتوازن تفكيرنا في سياقها .. لابد أن نفكر ونعمل على تشكيل لجنة لوضع ورقة عمل وصياغة مقترحات وتوصيات وآليات عمل تشتغل على رؤى جديدة في الثقافة التركمانية التي يجب أن تكون أكثر حضوراً واستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة ولابد من دعم المراكز الثقافية وإتحاد الأدباء والفنانين وتشجيع الطاقات الشابة من أجل خلق جيل واع منفتح منور ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق