قصه قصيرة : قاسم فنجان
بزهو يغادرها الحريق مكللاً أتونه باندحاري، منكسراً يخلفني على مقربة من شوائها، أنظر بالرماد المتراكم في مجمرة المشفى وألغو بهُذاءٍ راح يتمطى في ذاكرة كانت تلطف قيامة النار في جسدي وتعطف على موت مجاني لي، موت حل ذات كارثة بي أو بها لا اعلم..حدث ذلك في شتاء عاد بي لخريف حل على ناصية حياتي كالجحيم، شتاء حرضها على الغياب وحرضني على الجنون لأستصرخ من لا شأن لهم هكذا:
هل ماتت؟
ستموت إن لم يسعفها الأوكسجين بالحياة.
وأمها؟
ماتت وكذلك أخوها لقد وضعا حداً لعذابهما الأبدي.
تحجرت مفاصل الزمان وأنا أصغي بارتباك لحوار الموت في مشفى تناثرت فيه ذكرياتي بين ردهة للحروق في ذاكرتها وغرفة للنوم في ذاكرتي، ذاكرتي التي هي الآن منفلتةً أكثر من أي وقت مضى أمام جسد ٍ يحمل رائحة البرتقال..
هل أنت زوجها؟
لا
إذن أنت شقيقها؟
كلا
غادر الردهة في الحال، ليس من اللائق أن ترافق فتاة لا تعرفها.
غابت الردهة في صمت عكسته الأنوار الخافتة والملاءات المتسخة وتسامت فجأة في الفضاء رائحة نفذت إلى روحي لتعيد برتابة الظلام صوت فيروز الجميل..
شايف البحر شو كبير..كبر البحر بأحبك.. شايف السما..
هل تحبني؟
احبكِ..
هل تعلم؟ ان الرجال في نظري رجال .. أما أنت فشيء آخر..
وكذلك أنتِ شيء آخـر.
ثم عادت تجرجر جسدها المليء بالتضاريس صوب سهولي وتغمرني بدفء وتقول ..
لماذا أنت بعيد هناك، تعال..تعال..
اعتدلت ملبياً ندائها القريب وتقدمت فاستوقفني شرطي الردهة..
إلى أين؟
إليها قلت!
لن يسرك منظرها الجديد فالنار قد شوهتها تماماً.
جلست القرفصاء على بلاط الردهة البارد مطرقاً في بابها الموصود يائساً حتى تسلل صوتها ثانية..
لم لا تدخل ، لقد تركت لك الباب موارباً...
سأدخل.. لكن المصباح !
هشمهُ..! قالت..
هشمته فرانت عتمة أبدية في فضاء الردهة، تأملت وجهها المضيء في الظلام ، كان الرماد جميلاً على وجهها.
ماذا فعلت يا مجنون، لقد هشمت مصباح الردهة ، قال الشرطي وهو يجرجر جسدي ويتغابى عن رنيم صوتها المدويّ في رأسي .
لماذا لا تدخل.. لقد فتحت لك الباب.
انفلت من قبضة الشرطي و دفعت الباب بقوةٍ ، دخلت الردهة ثم أرخيت رأسي المتهالك على صدرها و استمعت لوجيب كارثتي يتسارع قلت:
إن أنفاسها تتعالى يا دكتور.!
اعلم- قال الطبيب - إن الدماغ بحاجة للهواء.
لأفتح النافذة.
افتحها فالأعمار بيد الله.
فتحتها فتحشدت الأضواء بغتةً في غرفة النوم وشع صوتها ناعماً من هناك..
ماذا فعلت..أغلقها إن الجو بارد وأنا نصف عارية..
تمعنت بها ، كانت عارية إلا مني، متكورة كالحياة ومتقدة كالجمر على سرير نومها الوردي .
انظر!-قالت- نظرت فأشارت بأناملها البضة إلى القمر الفضي و قالت.
في الغياب ستجدني هناك ارسم برماد القلب الذي احترق مأوى يؤوينا بعد الموت..
رفعتُ رأسها بحنوٍ وضممتهُ بحنان إلى صدري ، فأيقظني صوت المضمد وهو يغلق النافذة..
لماذا فتحت النافذة إن الجو ملوث وجروحها متقيحة، سوف تتسمم .
شرع المضمد يسلخ بمشرط أعمى جلدها المحروق ويرميه بسلة المهملات..تهاديت على سرير فارغ أشاهد فاجعتي وأراقب بوجع ما يجري..
مهزلة ان تنتهي أحلامنا هكذا..
كان المشرط ينغز في جسدي وكان الأنين يدوي في رأسي وكان صوتها الساحر ينساب بارداً كالفجر..
لا تنمْ ان الفجر بعيد ، هيا افتح أزرار القميص وابسط كفيك على فخذي وأشعل السيجارة ، فعلت مثلما امرت وراقبتها بحزنٍ ، كانت تطفئ في صدري جمرتها ناخرةً لها في موضع القلب ندبةً لا تندمل أبدا ، ندبة على نارها انتبهت- فقلت-
آلمتكِ ؟
قالت- آلمتكَ ؟
رجرج المضمد ذاكرة المشفى النائمة في هذياني الخدر وأيقظ نداؤه المشؤوم سبات أعضائها المتراخية تحت ملاءة الموت.
لقد انقلب بؤبؤ العين والدماغ على وشك الموت.
اعلم اجابه الطبيب فالأوكسجين شارف على النفاد.
ردد احد المرافقين في ردهة الحروق..
إن الآجال تدنو والصبر مفتاح الفر.........
تفتقت ذاكرتي وانا أصغي بارتباك لوقع خطى الموت في رأسها، ووقع عدوه المرعب في قلبي، كدت اجن من الروع فقالت:
لا تخف..أنا لن أموت فأنت لي حياة أخرى ، يمكنني العيش بها مرات و مرات ثم أضافت:
أنا لك أو للترا.............
كممت فمها بفمي وضحكت ، ثم بكيت عليها في الردهة ، بكيت و بكت ، امتدت كفاي المرتعشتان لوجنتيها الملتهبتين، كان دمعها دبقاً كالعسل .
عسل.. دعيني أقبلك من عينيك.
قالت: لا..لا.. لا تفعل إنها إشارة للوداع وفأل سيء تقول أمي.. ثم ركضت ينبض في قلبي قلبها وتلهث رئتانا سوية.ً
ركضتُ وركضَ الطبيبُ يتبعهُ المضمد الذي كان يدفع عربةً لها قرقعة كالاحتضار، توقفا عند سريرها الأبيض في الردهة وخلعا كمامة الأوكسجين من وجهها ، انتصبت بذاكرة سائلة مستحيلاً لقوام منخور لا يتساوق مع قامة جمرها فأدركت ان قيامة النار قد حلت في جسدها ، جثوت على ركبتي يائسًا وسألت الطبيب بانكسار:
ما العمل يا دكتور؟
ان الحال يتوعد بالزوال والدماغ يحتضر..قال الطبيب..
كررت يا دكتور ما العمل؟
التزم الطبيب الصمت تماماً وتلاشت القرقعة المشؤومة ليحل محلها رجع صوتها الأخير...
أتلو عليّ ما كتبت فأنا في شوق لسماعك دائماً...
امنحيني من نارك ناراً ألطفُ بها صخور الحزن واغرسي بي من جمرك شارة الجمرِ قبل الزوال..
صفقتْ بفرحٍ لاحَ على سحنتها السمراء و صفقتُ على وجهي حين جاء الوعد المصمم على غيابها قاسياً يرنَّ في رأسي كالأجراس..
لقد أزفت الساعة، افتحوا الأبواب والنوافذ!
فتح المضمد باب الردهة وفتح الطبيب باب الغرفة وفتح من لا اعرفه جميع النوافذ، دخل الهواء وتسريت روحه الباردة إلى جسدها المستعر، ارتعشتْ من البرد الغازي وبوجع تململت حنجرتها المحروقة مستجيرةً بيّ...
لم أنت بعيداً هكذا.؟ تعال.. ان برودة البلاط تتسلق من قوائم السرير إلى جسدي الملتهب..أنني أتألم..أتألم..
اقتربتُ فاحتوتْ ذراعاها الرحيمتان جسدي الضئيل، ضمتني بقوةٍ إلى صدرها المحترقْ فبكيت..!
لا تبكِ – قالت - لقد عطرت لك المنديل برائحتي..تشممهُ بقوةٍ إنه للذكرى وللذكرى فقط!
رفعت المنديل إلى وجهي وأخذت أتشممهُ حتى استشرتْ في دمي رائحة البرتقال بشدة، ارتعدت من ضوع رائحتها المباغت في أوصالي وأدركت أن الأجل الأسود قد حان ، صرختُ بالمضمد الذي تغابى عن حضوري :
هل ماتت؟
قطع المضمد صرختي بالديتول ثم تظاهر بالصمم وهو يرش بلاط غرفتها بالسم، فَحَتْ رائحةُ الموتِ وسَمتْ رائحةُ البرتقال واختلطتْ الروائحُ في رأسي حين أعلن الطبيب صارخاً..
ماتت..! قال وهو يواري بجسده الحزين وجهها عني.
ماتت..! قالت أختها وهي تغطي بالملاءة المرقشة بالرماد وجهها الجميل .
ماتت.. ! قالت امرأة تعرفها ، يرافقها رجل لا اعرفه قال..
ماتت.. هل أنت زوجها؟
.......................!
إذن أنت شقيقها؟
.......................!
غادر الردهة في الحال، ليس من اللائق أن تبكٍ على فتاة لا تعرفها!.
بزهو يغادرها الحريق مكللاً أتونه باندحاري، منكسراً يخلفني على مقربة من شوائها، أنظر بالرماد المتراكم في مجمرة المشفى وألغو بهُذاءٍ راح يتمطى في ذاكرة كانت تلطف قيامة النار في جسدي وتعطف على موت مجاني لي، موت حل ذات كارثة بي أو بها لا اعلم..حدث ذلك في شتاء عاد بي لخريف حل على ناصية حياتي كالجحيم، شتاء حرضها على الغياب وحرضني على الجنون لأستصرخ من لا شأن لهم هكذا:
هل ماتت؟
ستموت إن لم يسعفها الأوكسجين بالحياة.
وأمها؟
ماتت وكذلك أخوها لقد وضعا حداً لعذابهما الأبدي.
تحجرت مفاصل الزمان وأنا أصغي بارتباك لحوار الموت في مشفى تناثرت فيه ذكرياتي بين ردهة للحروق في ذاكرتها وغرفة للنوم في ذاكرتي، ذاكرتي التي هي الآن منفلتةً أكثر من أي وقت مضى أمام جسد ٍ يحمل رائحة البرتقال..
هل أنت زوجها؟
لا
إذن أنت شقيقها؟
كلا
غادر الردهة في الحال، ليس من اللائق أن ترافق فتاة لا تعرفها.
غابت الردهة في صمت عكسته الأنوار الخافتة والملاءات المتسخة وتسامت فجأة في الفضاء رائحة نفذت إلى روحي لتعيد برتابة الظلام صوت فيروز الجميل..
شايف البحر شو كبير..كبر البحر بأحبك.. شايف السما..
هل تحبني؟
احبكِ..
هل تعلم؟ ان الرجال في نظري رجال .. أما أنت فشيء آخر..
وكذلك أنتِ شيء آخـر.
ثم عادت تجرجر جسدها المليء بالتضاريس صوب سهولي وتغمرني بدفء وتقول ..
لماذا أنت بعيد هناك، تعال..تعال..
اعتدلت ملبياً ندائها القريب وتقدمت فاستوقفني شرطي الردهة..
إلى أين؟
إليها قلت!
لن يسرك منظرها الجديد فالنار قد شوهتها تماماً.
جلست القرفصاء على بلاط الردهة البارد مطرقاً في بابها الموصود يائساً حتى تسلل صوتها ثانية..
لم لا تدخل ، لقد تركت لك الباب موارباً...
سأدخل.. لكن المصباح !
هشمهُ..! قالت..
هشمته فرانت عتمة أبدية في فضاء الردهة، تأملت وجهها المضيء في الظلام ، كان الرماد جميلاً على وجهها.
ماذا فعلت يا مجنون، لقد هشمت مصباح الردهة ، قال الشرطي وهو يجرجر جسدي ويتغابى عن رنيم صوتها المدويّ في رأسي .
لماذا لا تدخل.. لقد فتحت لك الباب.
انفلت من قبضة الشرطي و دفعت الباب بقوةٍ ، دخلت الردهة ثم أرخيت رأسي المتهالك على صدرها و استمعت لوجيب كارثتي يتسارع قلت:
إن أنفاسها تتعالى يا دكتور.!
اعلم- قال الطبيب - إن الدماغ بحاجة للهواء.
لأفتح النافذة.
افتحها فالأعمار بيد الله.
فتحتها فتحشدت الأضواء بغتةً في غرفة النوم وشع صوتها ناعماً من هناك..
ماذا فعلت..أغلقها إن الجو بارد وأنا نصف عارية..
تمعنت بها ، كانت عارية إلا مني، متكورة كالحياة ومتقدة كالجمر على سرير نومها الوردي .
انظر!-قالت- نظرت فأشارت بأناملها البضة إلى القمر الفضي و قالت.
في الغياب ستجدني هناك ارسم برماد القلب الذي احترق مأوى يؤوينا بعد الموت..
رفعتُ رأسها بحنوٍ وضممتهُ بحنان إلى صدري ، فأيقظني صوت المضمد وهو يغلق النافذة..
لماذا فتحت النافذة إن الجو ملوث وجروحها متقيحة، سوف تتسمم .
شرع المضمد يسلخ بمشرط أعمى جلدها المحروق ويرميه بسلة المهملات..تهاديت على سرير فارغ أشاهد فاجعتي وأراقب بوجع ما يجري..
مهزلة ان تنتهي أحلامنا هكذا..
كان المشرط ينغز في جسدي وكان الأنين يدوي في رأسي وكان صوتها الساحر ينساب بارداً كالفجر..
لا تنمْ ان الفجر بعيد ، هيا افتح أزرار القميص وابسط كفيك على فخذي وأشعل السيجارة ، فعلت مثلما امرت وراقبتها بحزنٍ ، كانت تطفئ في صدري جمرتها ناخرةً لها في موضع القلب ندبةً لا تندمل أبدا ، ندبة على نارها انتبهت- فقلت-
آلمتكِ ؟
قالت- آلمتكَ ؟
رجرج المضمد ذاكرة المشفى النائمة في هذياني الخدر وأيقظ نداؤه المشؤوم سبات أعضائها المتراخية تحت ملاءة الموت.
لقد انقلب بؤبؤ العين والدماغ على وشك الموت.
اعلم اجابه الطبيب فالأوكسجين شارف على النفاد.
ردد احد المرافقين في ردهة الحروق..
إن الآجال تدنو والصبر مفتاح الفر.........
تفتقت ذاكرتي وانا أصغي بارتباك لوقع خطى الموت في رأسها، ووقع عدوه المرعب في قلبي، كدت اجن من الروع فقالت:
لا تخف..أنا لن أموت فأنت لي حياة أخرى ، يمكنني العيش بها مرات و مرات ثم أضافت:
أنا لك أو للترا.............
كممت فمها بفمي وضحكت ، ثم بكيت عليها في الردهة ، بكيت و بكت ، امتدت كفاي المرتعشتان لوجنتيها الملتهبتين، كان دمعها دبقاً كالعسل .
عسل.. دعيني أقبلك من عينيك.
قالت: لا..لا.. لا تفعل إنها إشارة للوداع وفأل سيء تقول أمي.. ثم ركضت ينبض في قلبي قلبها وتلهث رئتانا سوية.ً
ركضتُ وركضَ الطبيبُ يتبعهُ المضمد الذي كان يدفع عربةً لها قرقعة كالاحتضار، توقفا عند سريرها الأبيض في الردهة وخلعا كمامة الأوكسجين من وجهها ، انتصبت بذاكرة سائلة مستحيلاً لقوام منخور لا يتساوق مع قامة جمرها فأدركت ان قيامة النار قد حلت في جسدها ، جثوت على ركبتي يائسًا وسألت الطبيب بانكسار:
ما العمل يا دكتور؟
ان الحال يتوعد بالزوال والدماغ يحتضر..قال الطبيب..
كررت يا دكتور ما العمل؟
التزم الطبيب الصمت تماماً وتلاشت القرقعة المشؤومة ليحل محلها رجع صوتها الأخير...
أتلو عليّ ما كتبت فأنا في شوق لسماعك دائماً...
امنحيني من نارك ناراً ألطفُ بها صخور الحزن واغرسي بي من جمرك شارة الجمرِ قبل الزوال..
صفقتْ بفرحٍ لاحَ على سحنتها السمراء و صفقتُ على وجهي حين جاء الوعد المصمم على غيابها قاسياً يرنَّ في رأسي كالأجراس..
لقد أزفت الساعة، افتحوا الأبواب والنوافذ!
فتح المضمد باب الردهة وفتح الطبيب باب الغرفة وفتح من لا اعرفه جميع النوافذ، دخل الهواء وتسريت روحه الباردة إلى جسدها المستعر، ارتعشتْ من البرد الغازي وبوجع تململت حنجرتها المحروقة مستجيرةً بيّ...
لم أنت بعيداً هكذا.؟ تعال.. ان برودة البلاط تتسلق من قوائم السرير إلى جسدي الملتهب..أنني أتألم..أتألم..
اقتربتُ فاحتوتْ ذراعاها الرحيمتان جسدي الضئيل، ضمتني بقوةٍ إلى صدرها المحترقْ فبكيت..!
لا تبكِ – قالت - لقد عطرت لك المنديل برائحتي..تشممهُ بقوةٍ إنه للذكرى وللذكرى فقط!
رفعت المنديل إلى وجهي وأخذت أتشممهُ حتى استشرتْ في دمي رائحة البرتقال بشدة، ارتعدت من ضوع رائحتها المباغت في أوصالي وأدركت أن الأجل الأسود قد حان ، صرختُ بالمضمد الذي تغابى عن حضوري :
هل ماتت؟
قطع المضمد صرختي بالديتول ثم تظاهر بالصمم وهو يرش بلاط غرفتها بالسم، فَحَتْ رائحةُ الموتِ وسَمتْ رائحةُ البرتقال واختلطتْ الروائحُ في رأسي حين أعلن الطبيب صارخاً..
ماتت..! قال وهو يواري بجسده الحزين وجهها عني.
ماتت..! قالت أختها وهي تغطي بالملاءة المرقشة بالرماد وجهها الجميل .
ماتت.. ! قالت امرأة تعرفها ، يرافقها رجل لا اعرفه قال..
ماتت.. هل أنت زوجها؟
.......................!
إذن أنت شقيقها؟
.......................!
غادر الردهة في الحال، ليس من اللائق أن تبكٍ على فتاة لا تعرفها!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق